السعودية والأرجنتين .. يوم أن توحد العرب خلف فرحة واحدة! |

22 نوفمبر 2022 .. صباح هذا اليوم الذي تحين ذكراه يوم غدٍ لم يكن أبدًا مثل مساءه بالنسبة للأمة العربية، سواء على صعيد كرة القدم أو غيرها من مناحي الحياة.Getty Imagesتامر أبو سيدو

السعودية والأرجنتين .. يوم أن توحد العرب خلف فرحة واحدة!

منذ عام واحد .. حقق الأخضر معجزة العرب في المونديال

22 نوفمبر 2022 .. صباح هذا اليوم الذي تحين ذكراه يوم غدٍ لم يكن أبدًا مثل مساءه بالنسبة للأمة العربية، سواء على صعيد كرة القدم أو غيرها من مناحي الحياة.

في صباحه، تحدث سعود في الإحساء لوالده وسأله "كم هدفًا سيُسجل ميسي في مرمانا اليوم" ليتدخل أخاه ويُجيبه "البليهي سيُراقبه جيدًا"، وفي القاهرة قال أحمد لأصدقائه "أراهن أن الأخضر سيُشرفنا اليوم، سيخرج متعادلًا أو خاسرًا بهدف واحد"، وفي غزة قال ياسين لصديقه في المدرسة "أحب ميسي جدًا لكني اليوم مع السعودية، أتمنى أن يُقدموا أداءً مشرفًا للعرب".

تلك كانت صورة الوضع في الأمة العربية، فيما كان الآلاف يستعدون منذ ساعات الصباح في قطر للتوجه إلى استاد لوسيل لتشجيع الأخضر في مباراة افتتاح كأس العالم 2022 الذي يُقام لأول مرة على أرض عربية.

اجتمع العرب من كل الدول في لوسيل، قميصهم أخضر ورايتهم علم السعودية، والتف الملايين حول الشاشات لمتابعة صراع ميسي والدوسري في افتتاح المونديال .. الجميع كان يأمل ويتمنى ويدعو بالتوفيق لـ11 رجلًا في الملعب يستعدون لمواجهة سحرة كرة القدم بقيادة الأسطوري ميسي.

لم تكد تمضي 10 دقائق إلا وسجل ميسي الهدف الأول من ركلة جزاء، وبعد 18 دقيقة ألغى الحكم هدفًا للاوتارو مارتينيز، وانتهى الشوط الأول بالهدف الوحيد وبدأ الجميع يأمل بشوط ثانٍ هادئ يمر دون المزيد من الأهداف.

هذا الهدوء لم يكن سيد الموقف في غرفة ملابس المنتخب السعودي، بل كانت الأجواء عاصفة جدًا، كان المدرب هيرفي رينارد يسير في اتجاه آخر تمامًا .. لم يكن يريد تلك النهاية بل أخرى تاريخية، وقد وجد 11 أسدًا يستعدون للزئير في الـ45 دقيقة التالية.

محاضرة تحرك الصخر 😭ماذا قال - المجنون هيرفي رينارد كما وصفه عبدالإله المالكي- للاعبي السعودية بين شوطي مباراة الأرجنتين؟ 🇸🇦🇸🇦#المونديال_مع_جول|#FIFAWorldCuppic.twitter.com/tFk05w4B61

انطلقت الصافرة وزأرت الأسود بالفعل .. الدقيقة الـ49 تشهد هدف التعادل من صالح الشهري، وبعدها بـ4 دقائق يُضيف سالم الدوسري هدف الفوز، ومن ثم يأتي دور محمد العويس وزملائه في الدفاع ليُحافظوا على إنجاز المونديال التاريخي.

فرحة كبرى وحدت العرب في كل مكان، من استاد لوسيل إلى مقاهي القاهرة وغزة والرباط وأبو ظبي وأينما تواجد العرب، من الرؤساء إلى المسؤولين إلى عامة الشعب، الجميع اجتمع حول فرحة كبرى واحدة ... وكم هي قليلة تلك اللحظات التي يجتمع فيها العرب حول فرحة كبرى أو حزن كبير، أحيانًا تكون لحظات عظيمة مثل انتصار أكتوبر أو حريق المسجد الأقصى وأحيانًا أخرى تكون مجرد لحظات رياضية مثل فوز بميدالية ذهبية أولمبية أو انتصار تاريخي لمنتخب كروي.

العرب جميعًا توحدوا مساء ذلك اليوم خلف تلك الفرحة، سعادة ملأت كل ربوع السعودية وكل الدول العربية، وقد كانت تستحق بالفعل ... لن نتحدث عن التفاصيل الفنية الخاصة باللقاء، بل الروح والقتال والحماس والإصرار على صناعة التاريخ كان أهم ما جسده لاعبو الأخضر في ذلك اليوم، كان هدفهم إسعاد الشعب وقد حدث بالفعل.

الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي خلال مقابلته مع قناة فوكس نيوز: كنت أشاهد مواجهة المنتخب السعودي أمام الأرجنتين في كأس العالم مع أسرتي.. وتفاجأنا بنتيجة المباراة#في_المرمىpic.twitter.com/kiReutbzwi

ولي العهد محمد بن سليمان عبر عن تلك الفرحة بكلمات بسيطة حين قال في لقاء صحفي "كنت أشاهد مواجهة المنتخب السعودي أمام الأرجنتين في كأس العالم مع أسرتي .. إخواني وزوجاتهم وأطفالهم، وكنا نشاهد المباراة.حقيقة كان ما نريده هو أن تنتهي المباراة دون التعرض للإذلال، إلا أننا تفاجأنا بنتيجة المباراة".

كانت مفاجأة سارة بالفعل، مفاجأة ستظل تُفاجئنا كلما عدنا للقاء وأحداثه وكواليسه .. وكل ما نتمناه أن تمتلئ حياتنا نحن العرب بالمفاجآت السعيدة، سواء في كرة القدم أو غيرها.