عمان في كأس الخليج.. بدايات متواضعة ونهايات تنافسية

تعد بطولة كأس الخليج العربي واحدة أبرز المنافسات الإقليمية المنطقة، حيث جمعت منذ انطلاقها عام 1970 منتخبات دول الخليج أجواء تنافسية عكست تطور كرة القدم بالمنطقة. ولكن، بدأت مشاركة المنتخب العماني لأ

تعد بطولة كأس الخليج العربي واحدة من أبرز المنافسات الإقليمية في المنطقة، حيث جمعت منذ انطلاقها عام 1970 منتخبات دول الخليج في أجواء تنافسية عكست تطور كرة القدم بالمنطقة.ولكن، بدأت مشاركة المنتخب العماني لأول مرة كانت عام 1974 في النسخة الثالثة التي استضافتها الكويت، حيث بدأ الأحمر حينها رحلته كفريق يسعى لإثبات ذاته، رغم ضعف نتائجه في البداية، إذ خسر جميع مبارياته في تلك الدورة، دون أن يسجل أي هدف.وظل المنتخب العماني خلال مشاركته الأولى في الأدوار التمهيدية دون تحقيق نتائج لافتة، إلا أن التطور بدأ يظهر بشكل ملحوظ في النسخة السابعة التي استضافتها السلطنة عام 1984.ورغم خسارة الأحمر العماني وعدم تحقيق لقب البطولة، إلا أنه حقق أداء لافتا وتألق عدد من لاعبيه، مثل غلام خميس، الذي نال جائزة أفضل لاعب، ما قدم مؤشرا واضحا على انتقال كرة القدم العمانية إلى مستوى أرقى من التنافسية بالبطولة.وفي النسخة 13 التي أقيمت عام 1996، التي استضافتها عمان، بدأ "الأحمر" يجذب الأنظار بالأداء المتطور، ورغم هيمنة الكويت على اللقب في تلك الدورة واصل المنتخب العماني مسيرته وكانت تلك الدورة منطلقا ليحقق أفضل نتائجه التاريخية لاحقا.وشهدت بطولة خليجي 17 التي أقيمت في قطر 2004 تحولا كبيرا في أداء المنتخب العماني، حيث تمكن من الوصول إلى المباراة النهائية بعد تقديم أداء مميزا، ورغم خسارته أمام قطر بركلات الترجيح، إلا أن هذه المشاركة كانت علامة فارقة في تاريخ الكرة العمانية، حيث أظهر الفريق قدراته التنافسية العالية.وفي خليجي 18، حقق المنتخب العماني فوزا تاريخيا على الإمارات في دور المجموعات، مما عزز من ثقته بنفسه. واستمر هذا الزخم ليحقق المنتخب العماني إنجازات أكبر في السنوات اللاحقة.طريق التتويجشهدت نسخة خليجي 19 عام 2009، التي أقيمت في السلطنة لحظة فارقة، حيث توج المنتخب العماني بلقب كأس الخليج للمرة الأولى في تاريخه، بعد الفوز على السعودية بركلات الترجيح، وهو الفوز الذي لم يكن مجرد تتويج بلقب بل قدم مؤشرا لاحقا على تطور لمستوى كرة القدم العمانية.وعاد الأحمر العماني لتحقيق الإنجاز ذاته في نسخة 2018 التي أقيمت في الكويت، بفوزه على الإمارات في النهائي بركلات الترجيح أيضا.وعلى مر هذه السنوات التسع، برز العديد من نجوم المنتخب العماني في البطولة، وكان أبرزهم أسطورة الكرة العمانية: علي الحبسي، الذي تألق كحارس مرمى في الدوري الإنجليزي، وساعد منتخب بلاده في تحقيق البطولة.وفي النسخة الأخيرة من البطولة (خليجي 25)، التي أقيمت في العراق، حقق المنتخب العماني نتائج مميزة ولكنه خسر في المباراة النهائية أمام منتخب البلد المضيف.وساهمت مشاركة عمان المستمرة في بطولة كأس الخليج في تطوير الكرة العمانية على المستويات كافة، سواء من خلال رفع كفاءة اللاعبين، أو بناء قاعدة جماهيرية قوية تدعم الفريق.لذلك، تحظى منافسات البطولة بشعبية كبيرة بين الخليجيين عموما والعمانيين خصوصا، كما ساعد الفوز باللقب مرتين على تعزيز سمعة عمان في المشهد الكروي الخليجي.