"ارتجاج المخ" الإصابة الخفية التي تلاحق كرة القدم | يلاكورة

قد تُفاجأ عندما تعلم خطورة استمرار مشاركة أي لاعب داخل أرضية الملعب، بعد إصابته بارتجاج حتى ولو كان ارتجاجًا جزئيًا في المخ، وهو ما حدث مع يوسف أيمن، مدافع الأهلي، مساء أمس الخميس، في بطولة السوبر المصري.

قد تُفاجأ عندما تعلم خطورة استمرار مشاركة أي لاعب داخل أرضية الملعب، بعد إصابته بارتجاج حتى ولو كان ارتجاجًا جزئيًا في المخ، وهو ما حدث مع يوسف أيمن، مدافع الأهلي، مساء أمس الخميس، في بطولة السوبر المصري.

وشارك يوسف أيمن لمدة 33 دقيقة أمام الزمالك في نهائي السوبر المصري على ملعب محمد بن زايد في الإمارات.

وفي الدقيقة 106 من الأشواط الإضافية، سقط يوسف أيمن على أرض الملعب بعد اصطدام رأسه بمحمد السيد، لاعب الزمالك، ما استدعى تدخّل الطاقم الطبي للفريقين.

بعد المباراة، التي انتهت لصالح الأهلي بنتيجة 7-6 بركلات الترجيح، تبين أن يوسف أيمن تعرض لإصابة قوية أدت إلى ارتجاج في المخ، كما أكد السويسري مارسيل كولر، مدرب الأهلي، أن الإصابة أثرت على رؤية اللاعب وربما كانت سببًا في إهداره لركلة الترجيح التي تصدى لها محمد عواد ببراعة. (للتعرف على باقي التصريحات اضغط هنا)

دراسة اللعب تحت تأثير ارتجاج المخ

تُظهر دراسة منشورة على "PubMed Central" تفاصيل عن تأثير مشاركة اللاعبين بعد تعرضهم لارتجاج في المخ، وهي الحالة التي واجهها يوسف أيمن في مباراة السوبر.

وتوضح الدراسة أن الشخص قد يستعيد وعيه ويواصل نشاطه بصورة طبيعية في بعض الحالات، لكن ينبغي أن يتم ذلك ضمن معايير طبية محددة، حيث تحتاج بعض الحالات إلى المتابعة الدقيقة لتقييم حالة المخ من حيث الرؤية والحديث والإشارات العصبية التي قد تتأثر بسبب الإصابة.

وتؤكد الدراسة أن هناك ما يقارب 1.6 إلى 3.8 مليون حالة ارتجاج مرتبطة بالرياضة سنويًا، مما يستدعي الاهتمام الكبير بأعراض هذه الإصابات وطرق علاجها والوقاية منها.

وتشير الدراسة إلى أن اللاعب المصاب الذي يستمر في اللعب بعد الارتجاج قد يحتاج ضعف الوقت للتعافي، حيث تصل مدة الشفاء إلى 36 يومًا مقارنة بمن يتم إيقافهم فورًا، الذين قد يحتاجون إلى 18 يومًا فقط.

كما أن الاستمرار في اللعب بعد الإصابة يعرض اللاعب لخطر تدهور الحالة، نتيجة اضطرابات في توازن المعادن كالبوتاسيوم والصوديوم والكالسيوم، واستنزاف الخلايا العصبية، مما قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة.

وتوضح الدراسة أيضًا أن صدمة الرأس الثانوية خلال 24 ساعة من الإصابة الأولية تزيد من فرص حدوث أضرار عصبية إدراكية.

طريقة الاختبار

يتم إجراء اختبارات محددة لتقيم اللاعبين بعد تعرضهم لارتجاج في الملعب لتحديد قدرتهم على الاستمرار، وتشمل قياس الأداء العصبي الإدراكي وعدة اختبارات نفسية تُجرى من خلال ستة اختبارات فرعية تنتج أربع درجات مركبة، تشمل: الذاكرة اللفظية، الذاكرة البصرية، سرعة الحركة البصرية، ووقت رد الفعل.

"يلا كورة" يناقش الرأي الطبي

تواصل "يلا كورة" مع طارق سليمان، طبيب المنتخب الأولمبي السابق، للتعرف على مدى خطورة استمرار اللاعب داخل الملعب أثناء إصابته بارتجاج.

وقال طارق سليمان: "اللجنة الطبية بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، قسمت إصابة الرأس إلى قسمين أولهما هو Red Flags وفي هذه الحالة يمنع استمرار اللاعب في الملعب، وكان هذا يجب أن يُطبق مع يوسف أيمن".

وأضاف: "أما الحالة الثانية فهي Yellow flag، ويكون القرار فيها للطبيب مع إجراء اختبار للاعب قبل السماح باستمراره، وقد واجهت موقفًا مشابهًا مع المنتخب الأولمبي في دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة التي أقيمت في باريس، حيث أصيب عمر فايد في مباراة مصر وإسبانيا، ولكنه استعاد توازنه ولم يدخل ضمن حالة Red Flags".

وأنهى: "عندما ذهب يوسف أيمن لتسديد ركلة الجزاء كنت متأكدا من إضاعتها، وكان لابد أن يخرج من المباراة فورًا ولا يستكملها حتى لو لدقيقة واحدة".

لماذا لم يتدخل حكم المباراة؟

فيما أكد الحكم محمد الحنفي، أن ما فعله أمين عمر كان صحيحًا، حيث لا يتدخل في قرار مشاركة أو استبعاده لأسباب طبية.

وأوضح الحكم الدولي في تصريحات خاصة ليلا كورة، أن هذا الأمر من اختصاص الطبيب المسؤول عن الفريق، فهو الأجدر باتخاذ القرار بشأن سلامة اللاعب.